ارتفاع السكر
تتحدى بعض البحوث نظرية ارتفاع السكر في الدم كأحد أسباب مضاعفات السكري. والحقيقة هي أن 40% من مرضى السكري الذين يسيطرون بعناية على نسبة السكر في الدم يصابون بالاعتلال العصبي،
وأن بعضهم يسيطر على السكر في الدم جيداً ولا زالوا يعانون من اعتلال الكلية، وهذا ما يتطلب التفسير. وقد تم أكتشاف أن مصل مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الأعصاب يكون ساماً حتى وإن كانت نسبة السكر في الدم طبيعية.
وتشير الأبحاث الحديثة أن مرض السكري من النوع 1، وأمراض المناعة الذاتية المستمرة التي دمرت في البداية خلايا بيتا في البنكرياس قد تسبب أيضا اعتلال الشبكية، واعتلال الأعصاب، واعتلال الكلية.
وقد إقترح أحد الباحثين أنه يمكن علاج اعتلال الشبكية بشكل أفضل من خلال الأدوية لإيقاف جهاز المناعة الغير طبيعي لمرضى السكر من خلال السيطرة على نسبة السكر في الدم.
يشير التجمع العائلي لدرجة ونوع مضاعفات السكري إلى أن الوراثة قد تلعب أيضا دورا في التسبب في مضاعفات مثل اعتلال الشبكية السكري واعتلال الكلية.
تم العثور على أشخاص غير مصابين بالسكري من نسل مرضى السكري من النوع 2 لديهم زيادة في تصلب الشرايين واعتلال الأعصاب على الرغم من أن مستويات السكر في الدم طبيعية، ومستويات الإنزيم المرتفعة مرتبطة بمرض الكلى السكري وجدت في أشخاص غير مصابين بالسكري ولكن أقارب من الدرجة الأولى لمرضى السكري.
وقد تبين أن التشديد السريع لمستويات السكر في الدم تزداد سوءاً بدلاً من تحسن مضاعفات السكري، على الرغم من أنه عادة ما يتوقع أن المضاعفات ستتحسن مع مرور الوقت وستعود نسبة السكر في الدم طبيعية، بشرط المحافظة عليها.
ومع ذلك واصلت إحدى الدراسات لمدة 41 شهر ووجدت أن التفاقم المبدئي للمضاعفات من تحسن السيطرة على الجلكوز لم تتحسن المضاعفات كما كان متوقع في مراجعة منهجية تحليل النتائج بما في ذلك 6 تجارب عشوائية محكومة التي تشمل 27,654 مريضا، يقلل ضيق مستوى الجلوكوز في الدم من خطر بعض أمراض الأوعية الكبيرة والأوعية الدموية الدقيقة،
من دون أن تأثر على أسباب الوفيات ووفيات القلب والأوعية الدموية. وتشير الدراسات من حيث الفيزيولوجيا المرضية إلى أن هناك نوعان رئيسيان من الضمور العضلي DM (النوع الأول من الضمور العضلي DM1 والنوع الثاني من الضمور العضلي DM2) الذي يسبب تغييراً في توازن الأيض مثل الكربوهيدرات والدهون وعوامل تخثر الدم،
وبالتالي تحدث مضاعفات مثل الأوعية الدموية الدقيقة ومضاعفات القلب والأوعية الدموية.
مراقبة سكر الدم
بناءً على نوع الأنسولين الذي تختاره أو تطلبه، قد تحتاج إلى فحص مستوى السكر في الدم وتسجيل القراءات أربع مرات في اليوم على الأقل.
وتُوصي جمعية السكري الأمريكية بفحص مستويات السكر في الدم قبل تناول الوجبات العادية والخفيفة، وقبل النوم، وقبل ممارسة الرياضة أو القيادة، ومتى اعتقدت أن نسبة السكر في الدم قد انخفضت. فالمتابعة الدقيقة هي السبيل الوحيد لضمان الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف. ويمكن عن طريق المتابعة المستمرة تقليل مستويات الهيموغلوبين السكري.
وحتى لو كنت تأخذ الأنسولين وتلتزم بتناول الطعام وفقًا لجدول زمني صارم، فمن الممكن أن تتغير مستويات السكر في الدم. ستكتشف كيف يتغير مستوى السكر في الدم استجابةً للطعام وممارسة الأنشطة والمرض والأدوية والتوتر والتغيرات الهرمونية والكحول.
المراقبة المستمرة للغلوكوز
أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGM) لمتابعة مستويات سكر الدم. تساعد مرضى السكري كثيرًا في الوقاية من انخفاض نسبة سكر الدم. وقد ثبت أن هذه الأجهزة تعمل على خفض مستوى الهيموغلوبين السكري.
تُوصَّل أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز بالجسم باستخدام إبرة رفيعة تحت الجلد مباشرة. وتعمل على فحص مستوى الغلوكوز في الدم كل بضع دقائق.
النظام الحلَقي المغلق
النظام الحلَقي المغلق جهاز يُزرَع في الجسم لربط جهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة بمضخة أنسولين. ويفحص جهاز المراقبة مستويات سكر الدم بشكل منتظم. ويُوصِّل الجهاز الكمية المناسبة من الأنسولين تلقائيًا حسبما يتطلب جهاز المراقبة.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العديد من الأنظمة الحلقية المغلقة الهجينة لعلاج داء السكري من النوع الأول. ويطلق على هذه الأنظمة وصف "الهجينة" لأنها تتطلب بعض المدخلات من المستخدم. فعلى سبيل المثال، قد تضطر إلى إدخال كمية الكربوهيدرات المستهلكة أو تأكيد مستويات السكر في الدم من وقت إلى آخر.
ولم يظهر بعد النظام الحلَقي المغلق الذي لا يحتاج إلى أي مدخلات من المستخدم. لكن كثير من هذه الأنظمة يخضع حاليًا للتجارب السريرية.
أدوية أخرى
قد تُوصف أيضًا أدوية أخرى للمصابين بمرض السكري من النوع الأول، مثل:
أدوية ارتفاع ضغط الدم. قد يصف الطبيب مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBS) للحفاظ على صحة الكلى. ويُنصح بهذه الأدوية لمرضى السكري الذين يزيد ضغط الدم لديهم عن 140/90 ملليمتر زئبقي.
الأسبرين. قد يُوصيك الطبيب بتناول جرعة منخفضة أو جرعة عادية من الأسبرين يوميًا لحماية قلبك. ربما يشعر الطبيب أنك أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وسيناقش الطبيب معك احتمال الإصابة بالنزيف إذا كنت تتناول الأسبرين.
أدوية خفض الكوليسترول. قد تكون الإرشادات المرتبطة بالكوليسترول أكثر حزمًا لمرضى السكري نظرًا لأنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.
توصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري بخفض نسبة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) إلى أقل من 100 ملغم/دل (2.6 ملليمول/لتر). يُوصَى برفع مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (الكوليسترول النافع) إلى أعلى من 50 ملغم/دل (1.3 ملليمول/لتر) عند النساء، وأعلى من 40 ملغم/دل (1 ملليمول/لتر) عند الرجال. أما الدهون الثلاثية -وهي نوع آخر من دهون الدم- فيجب أن تظل أقل من 150 ملغم/دل (1.7 ملليمول/لتر).
الأكل الصحي ومتابعة الكربوهيدرات
لا يوجد شيء يضاهي في فعاليته النظام الغذائي المخصص لمرض السكري. لذا من المهم تركيز نظامك الغذائي على الأطعمة المغذية وقليلة الدهون والغنية بالألياف مثل:
سيوصي اختصاصي النُّظم الغذائية المسجَّل بتناول كميات أقل من المنتجات الحيوانية والكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والحلوى. وهذا النظام الغذائي الصحي مما يوصى به أيضًا للأشخاص غير المصابين بمرض السكري.
سيكون عليك تعلُّم طريقة حساب مقدار الكربوهيدرات في الأطعمة التي تتناولها حتى تتمكن من إعطاء نفسك ما يكفي من الأنسولين ما يُتيح للجسم الاستفادة جيدًا من هذه الكربوهيدرات. يمكن أيضًا لاختصاصي النُّظم الغذائية المسجَّل مساعدتك في وضع نظام وجبات يلائم احتياجاتك.
النشاط البدني
يحتاج الجميع لممارسة التمارين الهوائية بانتظام بمن فيهم مرضى السكري من النوع الأول. احصل أولاً على موافقة الطبيب على ممارسة التمارين الرياضية، ويمكنك بعدئذ اختيار الأنشطة التي تستمتع بها مثل المشي أو السباحة، ومارسها يوميًا عندما يمكنك ذلك. احرص على ممارسة التمارين الهوائية المعتدلة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، على ألا تزيد المدة التي تقضيها دون تمرين على يومين.
تذكَّر أن الأنشطة البدنية تخفض مستوى السكر في الدم. وفي حال بدء ممارسة نشاط جديد، قِس مستوى السكر في الدم بوتيرة أكبر من المعتاد حتى تعرف مدى تأثير هذا النشاط على مستويات السكر في دمك. وقد تحتاج إلى تعديل نظامك الغذائي أو جرعات الأنسولين بسبب زيادة النشاط.
الأنشطة المثيرة للقلق
قد تكون بعض الأنشطة الحياتية مصدر قلق للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول.
القيادة. يمكن أن يحدث انخفاض سكر الدم في أي وقت. لذا قد يكون من الأفضل التحقق من نسبة سكر الدم لديك وقتما تقود سيارتك بنفسك. وإذا كان منخفضًا عن 70 ملغم/دل (3.9 ملليمول/ل)، فتناول وجبة خفيفة تحتوي على 15 غرامًا من الكربوهيدرات. وأعِد الاختبار مرةً أخرى خلال 15 دقيقة للتأكد من ارتفاعه إلى مستوى آمن قبل القيادة.
العمل. قد يشكِّل مرض السكري من النوع الأول بعض الصعوبات في مكان العمل. فمثلاً، إذا كنت تعمل في وظيفة تتطلب ممارسة القيادة أو تشغيل ماكينات ثقيلة، فقد يشكِّل انخفاض نسبة سكر الدم مخاطر شديدة عليك وعلى من حولك من الأشخاص. وقد تحتاج إلى التعاون مع الطبيب وصاحب العمل الذي تعمل لديه للتأكد من اتخاذ بعض الترتيبات الخاصة. فقد تحتاج إلى فترات راحة إضافية لاختبار نسبة سكر الدم وضمان سهولة الحصول على الأطعمة والمشروبات. وتوجد قوانين فيدرالية وأخرى محلية تُلزم أصحاب العمل باتخاذ هذه الترتيبات لمرضى السكري.
الحمل. يكون خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل أعلى بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول. وينصح الخبراء بضرورة زيارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الحمل. يجب أن تكون قراءات الهيموغلوبين السكري أقل من 6.5% قبل محاولة الحمل.
يكون خطر ظهور أمراض عند الولادة (أمراض خلقية) أعلى بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول. وتزداد المخاطر في حال عدم التحكم في مرض السكري على نحو جيد خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من الحمل. ويمكن أن تقلل الرعاية الدقيقة لمرض السكري أثناء الحمل من خطر حدوث مضاعفات.
التقدم في العمر أو وجود بعض الحالات المَرَضية الأخرى. بخصوص المرضى أو الذين يعانون من ضعف أو لديهم صعوبة في التفكير بوضوح، قد يكون التحكم التام في سكر الدم غير ممكن عمليًّا. يمكن أيضًا أن تزيد من احتمال انخفاض السكر في الدم. وبالنسبة للعديد من مرضى السكري من النوع الأول، يمكنهم وضع هدف أقل صرامة للتحكم في سكر الدم، إّ قد يكون انخفاض الهيموغلوبين السكري (A1C) لأقل من 8% مناسبًا.